شعور الأمومة والمسؤولية لتأمين منزلاً يأويها هي وعائلتها دفع آلاء للتعامل مع السماسرة والتعرض للاحتيال مرتين Foto: SVT

”فروغ الرِجِل والسكن في الأسود”

Uppdaterad
Publicerad
Uppdrag granskning ·

شكل ”فروغ الرجل أو خلو الرجل”، مصطلح سوري يقصد به مبلغ من النقود يدفعه المستأجر للمالك ليقوم بتحرير عقد الايجار، صدمة كبيرة للقادمين الجدد إلى السويد. إذ ولدت الحاجة الملحة والطلب الكبير على المنازل سوقاً سوداء – غير شرعية- واسعة في السويد. لايتمتع الوافدون الجدد بخبرة كافية في بلادهم الجديدة، إذ لم يندمجوا بعد بشكل جيد في المجتمع ومعظمهم لم يتعرف على حقوقه وواجباته بشكل صحيح. لذا يعتقد كثيرون أن تسديد ”خلو الرجل” للسماسرة أو أصحاب العقارات أمراً طبيعياً في بلادهم حيث كانت تسيطر الملكية الخاصة على عقاراتها وتنتشر مكاتب العقارات المرخّصة في كل شوارعها.

أسفر بحث برنامج المهمة الاستقصائية، الذي ينتجه تلفزيون السويد الرسمي، عن  كشف عمليات احتيال وتلاعب يديرها مجموعة من السماسرة في مدينة يوتوبوري مع اللاجئين الفارين من ويلات الحروب. كما أن هذه العمليات تبيع حقوقهم المشروعة، حيث من حق كل إنسان مقيم على أرض  دولة السويد الحصول على منزل في أي مكان حتى لو طالت فترة الانتظار، فهؤلاء السماسرة يقومون بكسب الأموال من اللاجئين لبيعهم عقداً لا يكلف شيئاً.

تكشف ملفات صوتية وأشرطة فيديو  أسرار هذا السوق الأسود قام بتنفيذها فريق برنامج المهمة الاستقصائية، لرفع الغطاء عن هذا السوق الكبير الذي يسيطر عليه مجموعة من الأفراد بالتعاون مع موظفين في شركات السكن، وأحياناً من وراء ظهرها وبالتالي التحايل على اللاجئين وشركات السكن في آن واحد. تذهب آلاف الكرونات سدى، إذ غالباً ما ينتهي اللاجئ المستأجر في الشارع أو أمام مكتب السوسيال بعد أن احتال عليه السماسرة.

UG – Svartmäklarna

قصة آلاء مع نانسي...

حصل فريق برنامج المهمة الاستقصائية على شريط فيديو تظهر فيه امرأة تدعى نانسي تدير عملية تسليم بيت للمستأجر. يظهر في الشريط أيضاً كيف تقوم نانسي بقبض 4,000 كرون كعمولة لها بالإضافة إلى قيمة إيجار الشقة بدون إيصال أو فاتورة. بعد مشاهدة الشريط والتأكد من صحته، واصل فريق البرنامج الاستقصاء حول نانسي وكانت المفاجأة بأنها  شخصية معروفة  في بعض المناطق في مدينة يوتوبوري.

وعلى الرغم من تلاعب نانسي مع الكثير من اللاجئين، إلا أن هناك كثيرون لا يخشون الإفصاح عن نانسي وعن عملها للإعلام.

وقعت آلاء، لاجئة فلسطينية – سورية في نهاية العقد الثالث من العمرو تعيش الآن مع أبنائها وشقيقتها في شقة صغيرة في السويد، ضحية عملية احتيال من عمليات نانسي. دعتنا آلاء إلى منزلها وروت لنا قصتها مع نانسي.

في البداية تصف لنا آلاء شكل نانسي: ”لقيت وحدة ماشية على عكّاز، بزنس وومان متل ما بيقولو، مكياج والشعر وكل شي، هيك واللبس وهالسيارة.”

قامت نانسي بخديعة آلاء مرتين خلال أيام قليلة، في المرتين لم يتثن لآلاء حتى دخول الشقة أو العيش فيها. حيث اعتذر صاحب الشقة الأولى  من آلاء في نفس الليلة بعد أن دفعت 5,000 كرون عمولة لنانسي، أما الشقة الثانية فقام صاحبها بتغيير قفل الباب بعد أن قبض مبلغ التأمين وقيمة الإيجار.

تقول آلاء إنها لا تعرف كيف تتصرف في هذا البلد الذي وصلت إليه، وهي لا تعرف حقوقها أو واجباتها، لذلك لم تقم برفع شكوى ضد نانسي خاصة مع عدم وجود أدلة لديها. لكن عندما عرضنا لها شريط الفيديو المصوّر مع نانسي، أكدت لنا آلاء أنها هي ذاتها خاصة أن المواصفات التي ذكرتها آلاء تتطابق تماماً مع شكل نانسي.

لم تكن آلاء الوحيدة التي  دعتنا إلى منزلها  لتروي لنا قصتها مع نانسي، فهناك أيضاً أمين وأبو فهد من سورية. حيث يقول أمين في البرنامج: ”بعدها خلاص إجى صاحب البيت وقرر يطردنا من البيت ونانسي آخر شي شفناها بالصدفة بمكان عام، شفناها وقلنالها إنتي نصبتي علينا بالفلوس وكذا، الناس عم تشتكي منك، إنتي نصّابة، فقالت إنت مافيك تعملي شي، إذا بتفكر أو تحاول تشتكي علي أنا بإذيك.”

خلال متابعة فريق برنامج المهمة الاستقصائية، حصلنا على عرضين مختلفين. الأول، عقد إيجار مؤقت بقيمة 15,000 كرون والثاني عقد إيجار دائم بقيمة 80,000 كرون. تلقينا العرض من ذات الشخص، الذي يقدم نفسه بوصفه وسيط بين الزبون وصاحب الشقة وليس كسمسار، مع تأكيده أن ما يكسبه هو مجرد مكافأة صغيرة.

في المقابل، هناك من يجاهر بمهمته كسمسار ويتحدث بثقة عن قدرته ببيع عقد إيجار دائم من شركة فيستار شتادِن.

اعطني 70000 كرونة واحصل على شقة ”فورشتا هاند” في مدينة يوتوبوري.

ينشر السمسار رامي والمقربون منه بين صفوف اللاجئين أخباراً تفيد بأن من يستطيع دفع مبلغ قدره 70,000 كرون سيحصل على شقة بعقد دائم. بهذه الطريقة يحاولون جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، حيث يقول رامي إنه قادر على تأمين شقق ليس في مدينة يوتوبوري فقط وإنما في المدن المجاورة أيضاً مثل بوروص وأودفالا وترولهتّان.

إستطاع برنامج المهمة الاستقصائية الوصول إلى رامي وتصويره بكاميرا البرنامج الخفية وهو يشرح آلية عمله. قال رامي  أمام كاميرا البرنامج الخفية: ”بالنسبة لـ 3  أوض، هي سبعين ألف، يعني إذا بتقلي نزل كرون ما رح أقدر لأني مني لوحدي، نحن خمس أشخاص، فأنت لحالك احسبها، مافيني كرون نزّل، هي سبعين ألف، هي كلشي.”

مقابل  70,000 كرون يقوم رامي مع فريقه المكوّن من خمسة أشخاص بتحضير ملف خاص بك يتضمن أوراقك وعقد عمل مزوّر، يؤهلك هذا الملف للحصول على شقة بعقد دائم. تؤمن لك هذه الشقة الاستقرار وأيضاً مساعدة السكن الشهرية من مكتب العمل أو السوسيال، وإن لم تدفع الـ 70,000 له ولشركائه خلال أسبوع بعد توقيعك على العقد، سيقوم رامي  بكل بساطة بتمزيق عقد الإيجار الذي لا يملك الزبون نسخة منه قبل دفع العمولة.

أكد رامي أن شركة فيستار شتادن متورطة في السوق السوداء، حيث  وكرر ذلك أمام الكاميرا الخفية وكأنه يلقن المشاهد درساً عن اسم الشركة.

في النهاية، عندما قرر فريق برنامج المهمة الاستقصائية مواجهة كل من نانسي ورامي، رفضت نانسي مقابلة فريق البرنامج في البداية. لاحقاً، قامت بالاتصال وقالت إن النقود التي كانت تتقاضاها في الفيديو هي لشخص آخر وأنها لم تتقاض النقود لتأجير الشقق وبأن الأشخاص الذين تحدثوا عن تجربتهم معها في البرنامج يريدون إيذاء سمعتها.  

أما رامي فكان لديه وجهة نظر أخرى. قال ”نعم، أنا قلت هذا لهم كي لا يذهبوا إلى شخص لا يبيعهم عقد أبيض، أنا فقط أحميهم. إذا لم أذكر العقد الأبيض لن يقصدني أحد.”

أما شركة فيستارشتادن،  فبعد زيارتنا لمكاتبهم يوم 11 شباط/فبراير أخبرونا بأنهم  عقدوا محادثات مع الموظفين وأن المدير السمؤول تم إيقافه عن العمل بشكل مؤقت وتمت مصادرة هاتفه، والمفاتيح والكومبيوتر.

وفي يوم 17 شباط/فيراير، أخبرتنا شركة فيستارشتادن أن الملف تم عرضه على الشرطة السويدية.

Så arbetar vi

SVT:s nyheter ska stå för saklighet och opartiskhet. Det vi publicerar ska vara sant och relevant. Vid akuta nyhetslägen kan det vara svårt att få alla fakta bekräftade, då ska vi berätta vad vi vet – och inte vet. Läs mer om hur vi arbetar.

UG – Svartmäklarna

Mer i ämnet