أحمد وعمه في الطريق إلى مقابلتهما لطلب اللجوء في السويد في دائرة الهجرة في مالمو في السويد Foto: SVT

مصير العائلة متعلق بأحمد

Uppdaterad
Publicerad

إنه صباح يوم ثلاثاءٍ باكر في مدينة فيكخو وأحمد،14 عاماً، وعمه محمد ناما بالكاد في الليلة الماضية. إنهما في حالة ترقب مع قليل من القلق، ولكنهما يشعران بارتياح في الغالب لأن موعد مقابلتهما بشأن طلب اللجوء لدى دائرة الهجرة في مدينة مالمو في السويد قد جاء أخيراً، بعد ما يقارب العام من الانتظار.

– غمرتني الفرحة عندما قرأت البريد عن موعد المقابلة، وركضت باحثاً عن الهاتف الخلوي لأتصل بأهلي في سوريا لأخبرهم عن بريد دائرة الهجرة. أردث أن أخفف عنهم همهم ولكني لم أتمكن من الاتصال وقتها، بسبب ظروف الكهرباء والإنترنت عندهم. يقول أحمد.

لم يلتق أحمد بوالديه وإخوته الثلاثة منذ عام ونصف تقريباً وهو في قلق مستمر حول ما يمكن أن يحصل لهم في الحرب في سوريا. التواصل معهم صعب أحياناً. نظراً لعدم توفر الكهرباء والإنترنت بشكل دائم. وليس من السهل على أحمد تحمل الشوق لوالديه وإخوته.

SVT följer Ahmad, 14

يجلس كل من أحمد وعمه في القطار وهما في طريقهما إلى مدينة مالمو حيث سيجريان المقابلة لدى دائرة الهجرة هناك. يحاول أحمد الاتصال مع أهله في سوريا ليخبرهم أنه في طريقه إلى المقابلة. وبمجرد سماعه صوت والده تتغير تعابير وجه أحمد بسرعة ويصبح حزيناً أثناء مكالمته لوالده، لكنه يحاول أن يخفي وجهه وراء قناع ليبدو متماسكاً.

–نحن في طريقنا إلى المقابلة، الحمد لله. كل شيء على ما يرام. سأحاول الاتصال بكم عند عودتنا إلى سكن الهجرة في فيكخو. يقولها أحمد ودمعته تسيل على خده. وعند إقفاله الخط يمد يده إلى منديل ورقي ويزفر فيه بشدة ، كأنه يفكر بأن من الطبيعي أن يخفي تأثره أثناء حديثه عن أهله أو اتصاله بهم.  

 نزحوا من سوريا

لقد نزح أحمد وعمه من سوريا إلى تركيا أولاً وبقيا فيها لفترة قبل بدئهما رحلة اللجوء عبر عدة بلدان منها اليونان، مقدونيا، صربيا، وهنغاريا وأخيراً السويد. يعتمد مصير عائلة أحمد في سوريا على ما إن كان بإمكان أحمد الحصول على الإقامة  في السويد ومن ثم أن يتقدم بطلب لم الشمل لأهله أو لا.

وبينما هما في الطريق بدأ كلاهما بتذكر رحلة لجوئهما إلى السويد. يقول العم محمد وهو يشير بيديه إلى رفوف الحقائب في القطار بأن الأطفال والمراهقين كانوا ينامون هناك في الأعلى في ذلك القطار المكتظ والقديم، بينما كان هناك آخرون ينامون في الممرات بين مقاعد القطار. تمكن هو وأحمد من إيجاد مكان في الفاصل الذي يصل بين مقطورتين.

– لقد بقيت مستيقظاً طوال الليل لأنني كنت قلقاً من أن تعلق قدم أحمد في الفراغ بين المقطورتين الذي يتحرك صعوداً وهبوطاً. يقول العم محمد.

 أسئلة صعبة

ينتظر كل من أحمد وعمه يوم طويل في دائرة الهجرة في مدينة مالمو. عند وصولهما إليها يلتقيان بالمسؤولة عن قضيتهما والوصي القانوني لأحمد والمترجم الفوري ليتوجهوا جميعاً بعدها إلى غرفة اجتماع، هناك يشرحون له عن ما سيحصل خلال اليوم.

ستجرى لهما مقابلتين منفصلتين، بعد حصولهما على المعلومات، يطلب من عم أحمد مغادرة غرفة الاجتماع ليبقى أحمد لوحده ليجيب عن الأسئلة التي يتم توجيهها له في مقابلة مدتها ساعتين تقريباً.

كيف كانت الأسئلة خلال المقابلة؟

– لقد كانت أسئلة صعبة، كيف علمت تاريخ ميلادك؟ من أخبرك به؟ أين احتفلت بأول عيد ميلاد لك؟ من أخبرك بأنه عيد ميلادك؟

هل توقعت هكذا أسئلة؟

– لا، لقد تفاجأت بها. من غير الممكن للمرء أن يتوقع أن تكون الأسئلة بهذا الشكل.

لقد بكيت خلال المقابلة، مالسبب؟

– نعم، لقد ذكروني بأخوتي في سوريا. لم أتحمل الأمر. حاولت تمالك نفسي.

مدة انتظار غير معروفة

بقي عم أحمد يمشي ذهاباً وإياباً أثناء انتظاره انتهاء مقابلة أحمد وكان قلقاً بشأنه.

-وددت لو بقيت معه. أحسست كما لو أنه يطلب مني ذلك عندما نظرت في عينيه قبل خروجي من غرفة الاجتماع. لم أكن قلقاً بشأن مقابلتي فقد كانت أسئلتي متوقعة.

 أمام كل من أحمد وعمه وقت انتظار غير معروف مجدداً، هذه المرة بشأن صدور قرار من دائرة الهجرة بشأن قضيتهما في طلب اللجوء في السويد.

سيتخذ البرلمان السويدي يوم غد قراراً بشأن الاقتراح حول الإقامات المؤقتة لطالبي اللجوء في السويد. بالنسبة للذين تقدموا بطلب اللجوء بعد تاريخ 24 تشرين الثاني في العام الماضي فإن القاعدة الأساسية هي إقامات مؤقتة و هناك محدودية في إمكانية لم شم العائلة. 

 لا نعرف كيف سيؤثر الأمر على أحمد، ولكن بما أنه تقدم بطلب اللجوء في شهر حزيران من العام الماضي فإن طلب لجوئهما سيخضع ولو جزئياً للقوانين القديمة.

انتظرا عاماً تقريباُ

لقد قطعا الآن شوطاً طويلاً في عملية اللجوء، وكلاهما متعبا ولكن سعيد. يجلسان بصمت في طريق العودة إلى محطة القطار في مالمو. عينا أحمد تنظران بعيداً عبر النافذة.

– لقد اجتزنا مرحلة كبيرة الآن مقارنة بما كنا عليه من قبل، يقول العم محمد. لقد انتظرت هذه اللحظة عاماً كاملاً تقريباً. الحمد لله.

يلف ذراعه حول أحمد ليقول:

– لقد انتهينا الآن.   

Så arbetar vi

SVT:s nyheter ska stå för saklighet och opartiskhet. Det vi publicerar ska vara sant och relevant. Vid akuta nyhetslägen kan det vara svårt att få alla fakta bekräftade, då ska vi berätta vad vi vet – och inte vet. Läs mer om hur vi arbetar.

SVT följer Ahmad, 14

Mer i ämnet